إيلا هاربر هي أحد الأشخاص الذين تم استغلال حالتهم المرضية للعمل في السيرك، كانت تعرف باسم “الفتاة الجمل”. حيث ولدت بحالة طبية نادرة تُعرف باسم جنو ريكورفاتوم أو Congenital Genu Recurvatum، وهو مرض نادر يجعل الركبتين تنحني للخلف لتصبح أشبه بأقدام الجمل.
كانت إيلا هاربر تستخدم اقدامها وأرجلها للمشي، في أواخر القرن التاسع عشر، بقيادة رجل ألاعمال بي تي بارنوم الشهير ، أصبح الأشخاص ذوو الملامح أو المظاهر غير العادية يتمتعون بشعبية كبيرة ومادة للجذب في السيرك لعامة الناس الفضوليين، غالبًا ما تم التغاضي عن معاناة الأفراد الذين تم عرضهم في مثل هذه العروض ، بسبب ظروفهم وطريقة معاملتهم، وكانت إيلا هاربر أحد هؤلاء الأشخاص ، والمعروفة باسم "الفتاة الجمل".
حياة إيلا هاربر
ولدت إيلا إيفانز هاربر في الخامس من يناير عام 1870 في ولاية تينيسي، وهي ابنة وليام هاربر وكان والدها مزارعًا شهيرًا خلال تلك الفترة.
لديها توأم اسمه إيفريت توفي عندما كان عمره 3 أشهر فقط ولديها ثلاثة اخوة آخرين هم سالي وويلي وجيسي.
حياة إيلا هاربر في السيرك
بدأت إيلا هاربر حياتها المهنية في السيرك في أكتوبر 1882 عندما كان عمرها 12 عامًا فقط، حيث قامت في البداية بالعروض في سانت لويس ونيو أورلينز وبعد ذلك بدأت تدريجيا في السفر إلى عدد من الدول في السنوات التالية.
بعد فترة بدأت في جذب انتباه الناس وأظهر الجمهور اهتمامًا ملحوظًا بـ إيلا هاربر، حيث دفعهم الفضول الى التعرف اكثر على حالتها ومشاهدتها، بعد ذلك رآها رجل الاستعراضات الشهير (اتش هاريس) في عام 1886 وطلب منها ان تصبح جزء من سيرك (نيكل بلانت) الشهير.
طريقة إيلا في تقديم العروض
كان يتم إدخال جمع مع إيلا في نفس العرض وذلك من أجل عرض التشابه بينها وبين هذا الجمل، وكان الجمهور مندهشًا من ظهورها هناك، واعتبروها نصف إنسان ونصف جمل، وبدأت إيلا تظهر على اللوحات الإعلانية وقبل كل أداء لإيلا يتم توزيع بطاقات على الجمهور لتوضيح حالتها.
كانت تتقاضى إيلا أسبوعيا 200 دولار، وكانت توفر هذه الاموال من اجل اكمال تعليمها المدرسي والجامعي حيث صرحت في أحد اللقاءات الصحفية بنيتها قائلة:
أنا أدعى الفتاة الجمل لأن ركبتاي تثنيان للخلف، يمكنني السير على يداي وقدماي كما تروني في الصورة، لقد سافرت كثيرًا للعمل في العروض على مدار السنوات السابقة، والآن أنوي الاستقالة وأذهب للمدرسة لأجد لنفسي مكانًا في عملٍ آخر.
استطاعت إيلا توفير نفقات الدراسة، وهي بعمر 16 عامًا استطاعت ترك السيرك لمواصلة تعليمها واختفت عن الجمهور وعروض السيرك لتعيش حياتها الخاصة واختفت لعدة سنوات ولم يتم معرفة أي معلومات عنها.
حياة إيلا بعد السيرك
عادت إلى مقاطعة تينيسي ، وعاشت هناك مع والدتها وابنة اختها بعد ان توفي والدها عام 1890 إثر حريق اندلع في المنزل وبعد 5 سنوات توفي شقيقها (ويلي).
وأثناء هذه الفترة أحبت إيلا الشاب (روبرت سافيلي) وهو مدرس ومسؤول مكتبة وقد تزوجت إيلا من روبرت عام 1905 عندما كانت في الخامسة والثلاثين من عمرها، وقد رزقهم الله بطفية أسموها "مابيل" بعد عام من زواجهما، وقد ماتت هذه الطفلة بعد 6 أشهر.
وقد أثر فقدان إيلا لطفلتها الأولى عليها بشكل كبير من الناحية النفسية، وفشلت هي وزوجها في الإنجاب من جديد ما دفعهم الى تربية طفل من ملجأ الأيتام عام 1918، ولكن هي الأخرى توفيت بعد فترة وجيزة.
نهاية حياة إيلا هاربر
انتقلت إيلا هاربر وزوجها للعيش في ناشفيل بولاية تينيسي وقد توفيت هناك في شهر 12 عام 1921 اثر اصابتها بمرض سرطان القولون عن عمر ناهز ال51 عاماً، وتم دفنها بجانب طفلتها.
خلاصة القصة
استطاعت إيلا بالرغم من حالتها المرضية ووضعها الصحي من تحقيق النجاح من الناحية العملية والتعليمية والاجتماعية، واستطاعت التخلص من حياة السيرك وجني مبلغ كبير من المال واكمال تعليمها، وتزوجت من الرجل الذي احبته على الرغم من ان حياتها الاجتماعية شابها الكثير من الحزن بسبب فقدها لوالدها وأخيها وابنتها.
0 تعليقات
اكتب تعليق